جرثومة المعدة - الاعراض والاسباب والعلاج الطبيعي
الحلزونية البوابية او ما تعرف بجرثومة المعدة، تعد مسؤولة عن التسبب في حوالي مايقرب من 85 إلى 95 % من قرحة الاثني عشر والقروح الهضمية، في الدول النامية وما بين 30 إلى 50 في المائة من قرح الاثني عشر والقروح الهضمية في الدول المتقدمة. تكون عدوى الملوية البوابية في بعض الاحيان بدون أعراض.
هناك الكثير من الأشخاص المصابين بالبكتيريا الحلزونية البوابية قد لا يعرفون أنهم مصابون بها. يمكن أن تسبب هذه البكتيريا أيضًا أعراضًا معدية معوية متعددة، سنذكرها لاحقا.
إذا أصيب الشخص بعدوى بكتيريا الملوية البوابية ، فقد لا تظهر عليه أي علامات أو أعراض تدل على اصابته. ولكن تفاقمها يمكن أن يؤدي إلى القرحة الهضمية، والتهاب المعدة، وحتى أنواع معينة من سرطان المعدة.
ما هي الحلزونية البوابية (جرثومة المعدة)؟
الحلزونية البوابية (هيليكوباكتر بيلوري - H. pylori)، او ماتعرف بجرثومة المعدة، هي نوع من البكتيريا التي يمكن أن تسبب عدوى في بطانة المعدة. حيث يؤثر على حوالي ثلثي سكان العالم وحوالي 30 ٪ إلى 40 ٪ من الناس في الولايات المتحدة. عدوى الملوية البوابية هي السبب الأكثر شيوعًا للقرحة الهضمية. مع ذلك ، فإن العدوى لا تسبب مشاكل لمعظم الناس.[1]
تخترق بكتيريا H pylori الطبقة المخاطية للمعدة وتلتصق ببطانة المعدة. يعتقد ان جرثومة الملوية البوابية قد تتسبب في تحفيز المعدة الى إنتاج المزيد من حمض المعدة، وقد يكون هذا غير دقيق كون الجرثومة تحاول الاقلال من الحموضة لتستطيع ان تخلق بيئة لتكاثرها. والاقرب الى الصحة هو ان البكتيريا تساعد من خلال كسر الغشاء المخاطي على تسرب الحمض والوصول الى الانسجة وهذا يضر بطانة المعدة ويؤدي إلى تقرحات عند بعض الناس.
إذا لم يتم علاجها ، يمكن أن تدوم الحلزونية البوابية مدى الحياة، وفي معظم الحالات ، تسبب ضررًا ضئيلًا فقط.
اسباب الاصابة بجرثومة المعدة ومخاطرها
تظهر الأبحاث أنه يمكن أن تصاب بالبكتيريا عن طريق تناول طعام أو ماء ملوث، و قد تنتشر بكتيريا الملوية البوابية أيضًا من خلال ملامسة لعاب الشخص المصاب أو قيئه أو برازه. فقد تم العثور على الجرثومة في اللعاب، واللويحات على الأسنان، والبراز. كما يمكن أن تنتشر العدوى عن طريق التقبيل، وعن طريق أيدي أولئك الذين لم يغسلوها جيدًا بعد الخروج من المرحاض.
غالبًا ما تنتقل بكتيريا الملوية البوابية مباشرة من شخص لآخر. قد يحدث هذا بشكل اكبر أثناء الطفولة، و قد تبقى العدوى مدى الحياة إذا لم يتم علاجها.
تتكاثر الحلزونية البوابية في الطبقة المخاطية لبطانة المعدة والاثني عشر. تفرز البكتيريا إنزيمًا يسمى (اليورياز) الذي يحول اليوريا إلى أمونيا. هذه الأمونيا تحمي البكتيريا من حمض المعدة. عندما تتكاثر الحلزونية البوابية، فإنها تتغذى على أنسجة المعدة، مما يؤدي إلى التهاب المعدة، و تقرحها، وقد تسبب السرطان.[2]
إلى جانب القرحة ، يمكن أن تسبب بكتيريا الملوية البوابية أيضًا التهابًا مزمنًا في المعدة، أو في الجزء العلوي من الأمعاء الدقيقة (التهاب الاثني عشر). وفي حالات يمكن أن تؤدي الملوية البوابية أحيانًا إلى الإصابة بسرطان المعدة أو نوع نادر من سرطان الغدد الليمفاوية في المعدة.[3]
اعراض الاصابة بجرثومة المعدة
قد لا تظهر الأعراض على معظم الاشخاص المصابين بعدوى الملوية البوابية وخصوصا الأطفال. الأعراض والعلامات، غالبا ما تظهر نتيجة التهاب المعدة أو القرحة الهضمية وتشمل:
- ألم خفيف أو حارق في المعدة (غالبًا بعد ساعات قليلة من تناول الطعام، وفي الليل). قد يستمر ألالم من دقائق إلى ساعات وقد يظهر ويختفي على مدى أيام إلى أسابيع.
- فقدان الوزن غير المبرر.
- الانتفاخ بسبب الغازات.
- الغثيان، والقيء (القيء الدموي).
- عسر الهضم.
- كثرة التجشؤ.
- فقدان الشهية.
- براز داكن (من الدم في البراز).
اهم الاختبارات لتحديد الاصابة
1. فحص الدم
قد يتم إجراء سحب الدم للبحث عن الأجسام المضادة لبكتيريا الملوية البوابية في الجسم. على الرغم من سهولة إجراء اختبارات الدم، إلا أنها غالبًا ما تكون غير دقيقة مثل طرق التشخيص الأخرى.
2. اختبار التنفس
يتضمن اختبار التنفس، ابتلاع حبة أو سائل أو حلوى تحتوي على الكربون. فإذا ما كان الشخص مصابًا بعدوى بكتيريا الملوية البوابية، فسيكون الطبيب قادرًا على اكتشاف جزيئات الكربون عند الزفير في كيس. قد يكون هذا الاختبار اكثر دقة من الدم والبراز.
غالبًا ما يكون من الصعب إجراء اختبارات التنفس عند الأطفال الصغار. كما انه لا يجب تناول أدوية معينة، مثل مثبطات مضخة البروتون، أو المضادات الحيوية، أو بيبتو بيسمول (Bismuth Subsalicylate)، لمدة أسبوع أو أسبوعين قبل إجراء الاختبار.
3. اختبار البراز
يمكن أن تساعد عينة البراز الأطباء في اكتشاف البروتينات المرتبطة بالبكتيريا الحلزونية البوابية. ستحتاج إلى التوقف عن تناول الأدوية مثل مثبطات مضخة البروتون أو المضادات الحيوية أو Bismuth Subsalicylate قبل إجراء هذا الاختبار.
4. التنظير العلوي
أثناء التنظير الداخلي العلوي، يتم أدخال أنبوب طويل بكاميرا صغيرة في نهايته عبر الحلق، مروراً بالمريء، الى المعدة. سيسمح هذا برؤية ما بداخل المسار الهضمي وإزالة قطع صغيرة من الأنسجة (المعروفة بالخزعة) إذا لزم الأمر.
إذا تمت إزالة عينات من الأنسجة، فيمكن تحليلها بحثًا عن عدوى بكتيريا الملوية البوابية. يعتبر التنظير الداخلي أكثر دقة من بقية الطرق، مثل عينة البراز أو اختبار التنفس.
هل عليك إجراء فحص للكشف عن بكتيريا الملوية البوابية؟
قد تكون فكرة جيدة أن يخضع لفحص بكتيريا الملوية البوابية إذا كان الشخص معرضًا لخطر الإصابة بسرطان المعدة.
في الأماكن التي يرتفع فيها خطر الإصابة بالبكتيريا الحلزونية البوابية، قد يختبر الأطباء الأشخاص الأصحاء بحثًا عن البكتيريا حتى لو لم تظهر عليهم علامات أو أعراض، وهو ما يُعرف بالفحص الطبي. غير انه هناك جدلًا حول ما إذا كانت هذه الدرجة من الفحص مفيدة.
العلاج التقليدي لجرثومة المعدة
لمن بحاجة إلى علاج، من المحتمل أن يصف الطبيب مضادًا حيويًا ودواءًا مخفضًا للحموضة. عادة ما يتم تناول هذه الأدوية لمدة 10 إلى 14 يومًا
عادة، يحتاج المصاب إلى اثنين أو أكثر من المضادات الحيوية في وقت واحد لعلاج العدوى. هذا يساعد على منع البكتيريا من أن تصبح مقاومة لدواء واحد.
علاجات طبيعية لجرثومة المعدة
تم إجراء العديد من الدراسات في الجسم الحي وفي المختبر على علاجات الملوية البوابية الطبيعية. وقد قللت معظم العلاجات من عدد البكتيريا في المعدة لكنها لم تقضي عليها نهائيًا. ومنها:
1. البروبيوتيك
أكدت دراسة أجريت عام 2020 أن استخدام البروبيوتيك يساعد في الحفاظ على التوازن بين بكتيريا الأمعاء الجيدة والسيئة. إن تناول البروبيوتيك مع علاج الملوية البوابية القياسي يجعل المضادات الحيوية أكثر فعالية لأن المضادات الحيوية تقتل البكتيريا الجيدة والسيئة في المعدة.
تقتل المضادات الحيوية كلاً من البكتيريا الجيدة، والسيئة في الامعاء. لذا تساعد البروبيوتيك على تجديد البكتيريا الجيدة، و تقلل أيضًا من خطر الإصابة بفرط نمو الخميرة. وجد الباحثون أدلة تشير إلى أن بكتيريا Lactobacillus acidophilus تقدم أفضل النتائج.
2. الشاي ألاخضر
اظهرت دراسة أجريت عام 2020 أن غسول الفم المحضر من مستخلص الشاي الأخضر كان فعالًا في وقف نمو بكتيريا هيليكوباكتر.
3. العسل
العسل لديه قدرات مضادة للجراثيم ضد بكتيريا الملوية البوابية. مراجعة منهجية تدعم هذا الاستنتاج. لم يُظهر أي بحث حتى الآن أن العسل يمكن أن يقضي على البكتيريا، ولكنه يمكن أن يمنع نمو البكتيريا. يقترح الباحثون أن استخدام العسل مع العلاجات القياسية قد يقصر وقت العلاج. قد يكون للعسل الخام وعسل مانوكا أكثر التأثيرات المضادة للبكتيريا.
4. زيت الزيتون
زيت الزيتون فعال في الحد من نمو جرثومة المعدة وقد يكون له دور في منع العدوى. يعتبر زيت الزيتون خيارًا صحيًا لاستخدامه في الطهي وتتبيل السلطات.
5. العرقسوس
جذر عرق السوس علاج طبيعي شائع لقرحة المعدة. قد يساعد أيضًا في محاربة بكتيريا الملوية البوابية. اظهرت مراجعة أجريت عام 2020 أن جذر عرق السوس يزيد من معدل القضاء على البكتيريا، وله تأثير مضاد للبكتيريا. يبدو أيضًا أنه يساعد في منع بكتيريا الملوية البوابية من الالتصاق بجدران الخلايا ويساعد في تعزيز التئام القرحة.
6. براعم البروكلي
مركب سلفورافان مستخلص من براعم البروكلي قد يكون فعالاً ضد الحلزونية البوابية. حيث ان براعم البروكلي لها تأثير مضاد للأكسدة يقلل الالتهاب ويحسن صحة الأمعاء. و قد يقلل من استيطان البكتيريا وتأثيراتها.
أظهرت دراسة أجريت على بعض المصابين بداء السكري من النوع 2 و H. pylori أن مسحوق براعم البروكلي قد يقاوم البكتيريا. كما أنه يحد من عوامل الخطر القلبية الوعائية. من جهة اخرى، اشارت دراسة عام 2020 وكذلك دراسة من عام 2021 أن السلفورافان قد لا يقضي أو يقلل من حدوث بكتيريا الملوية البوابية، وخاصة الالتهابات الشديدة.
7. العلاج بالضوء
يستخدم العلاج بالأشعة فوق البنفسجية للمساعدة في القضاء على جرثومة المعدة داخل المعدة. وتشير دراسة أخرى من عام 2020 أن استخدام التنظير الداخلي باللون الأزرق مع علاج الكركمين أدى إلى تقليل تلف الأنسجة وتقليل إنتاج ونشاط الحلزونية البوابية. يعتقد بعض الباحثين أن العلاج بالضوء المستخدم داخل المعدة آمن. قد يكون مفيدًا عندما تكون المضادات الحيوية خيارًا غير جيد.
8. الكركمين
الكركمين هو عنصر نشط موجود في الكركم، نوع من التوابل. الكركمين مضاد للأكسدة وله خصائص قوية مضادة للالتهابات.
اظهرت دراسة أجريت عام 2019 كيف يقلل الكركمين من الالتهاب ويمنع بكتيريا الملوية البوابية من دخول خلايا المعدة وإتلافها. أدى هذا إلى تحسين تدفق الدم إلى المنطقة، مما ساعد في التئام تلف أنسجة المعدة. كما أنه يحسن استجابة الجهاز المناعي في الجسم عن طريق تحسين التواصل بين القناة الهضمية والمخ. جراء عمل الكركمين المضاد للأكسدة والميكروبات ذكر الباحثين، أن اضافة الكركمين إلى نهج العلاج الثلاثي كان مفيدًا مع بعض الآثار الجانبية.
نصائح العناية
تتضمن النصائح الإضافية للعناية بالاشخاص المصابين بالبكتيريا الحلزونية البوابية ما يلي:
- تجنب الأطعمة الحارة أو الدهنية.
- تجنب المشروبات المحتوية على الكافيين مثل القهوة أو الشاي أو الصودا إذا كانت تزعج معدتك.
- قلل من تناول الكحول.
- امتنع عن التدخين.
- الاهتمام بنظافة اليدين.
- اشرب الماء من مصدر آمن وموثوق.
- الاكل المنزلي افضل.
مواضيع قد تهمك
اعراض الامراض السرطانية المبكرة والمتأخرة
اعراض واسباب نقص وزيادة الفيريتين او مخزون الحديد