ماهي حصوات الكلى وطريقة معالجتها والوقاية منها
يعتبر حصى الكلى او الحصوة من الإصابات الشائعة، التي قد يصاب بها نسبة من البشر. فقد يصاب شخص من كل 10 اشخاص تقريبا بحصوات الكلى حسب احصائية تعود الى سكان الولايات المتحدة الأمريكية. وحسب الدراسات فقد يصاب الرجال اكثر من النساء، حيث تحدثت الإحصاءات الأمريكية انها تصيب حوالي 19% من الرجال مقابل 9 % من النساء.
ماهي حصوات الكلى وكيف تتكون
تسمى أيضًا تحص الكلية، أو التحصي البولي، او الحصوة. هي رواسب صلبة تشبه الحجارة، او الحصى تتشكل في إحدى الكليتين أو كليهما عند وجود مستويات عالية من بعض المعادن، والنفايات في البول، اثناء قيام الكليتين بعملية ترشيح، وطرد الفضلات، والسوائل الزائدة من الجسم. كما انها قد تتكون عادة عندما يكون هناك الكثير من النفايات، وعدم وجود سوائل كافية تساعد في طردها.
تختلف حصوات الكلى في الحجم والشكل، وفي نوع المواد المكونة لها. قد تبدأ بتكون ذرة رمل صغيرة لم يتم طردها من الكلية، قد تتفاقم حتى تصل الى حجم حبة البازلاء. وفي حالات نادرة قد تصل بعض حصى الكلى الى حجم كرة الجولف. كما انها قد تكون حصوات ملساء، أو خشنة، وعادة ما بكون لونها اصفر، او بني قد يميل الى السواد ويعود ذلك الى المواد التي تكونت منها.
قد تمر حصوات الكلى الصغيرة عبر المسالك البولية من تلقاء نفسها، وقد تشعر بألم طفيف او لانشعر بها عندما تكون ذرات رملية، او حصاة صغيرة. و يكون الشعور بالألم حسب حجم الحصاة، وشكلها وموقعها الذي تمر به او تنحشر احيانا فيه عند طردها. كما ان الألم يحدث اثناء تحرك الحصاة وطردها عند خروجها من الكلية.
قد تتعثر حصوات الكلى الكبيرة على طول الطريق. كما يمكن لحصوات الكلى التي تتعطل في طريق الخروج من إعاقة تدفق البول، وهو ما يسبب بالتالي ألمًا شديدًا أو نزيفًا. حيث أن عملية خروج الحصاة من الكلية إلى الحالب وهو الذي ينقل البول إلى المثانة، يسبب الما شديدا. وقد وصف الألم بأنه أشد من الم الولادة. [1]
ماهي المسالك البولية ( الجهاز البولي )
المسالك البولية هو جهاز حيوي لجسمك حيث يقوم بتخليصه من الفضلات والسوائل الزائدة. و يتكون من الكليتين، والحالبين، والمثانة، ومخرج البول او الإحليل. ولكل عضو من هذه الأعضاء وظيفته الخاصة.
الكليتين: وهي عضو بحجم قبضة اليد على شكل حبة الفاصوليا تقع على جانبي العمود الفقري، أسفل القفص الصدري. و هي تقوم بتصفية 120 إلى 150 ليترًا من الدم خلال اليوم لإزالة الفضلات وموازنة السوائل. وينتج عن هذه العملية ماقد يتجاوز ربع جالون من البول يوميا.
الحالب: بعد أن تفرز الكلى السائل البولي، ينتقل السائل عبر انبوب يسمى الحالب نحو المثانة. كما ان هناك حالب واحد لكل كلية. و تمر حصوات الكلى عند خروجها من الكلية عبر الحالب. ويمكن ان تمر الحصاة نحو المثانة للخروج اذا كان حجمها لا يتجاوز 7مم. ولكن إذا كانت اكبر بقليل او كبيرة جدا، يمكن أن تتعثر في الحالب. وقد تحتاج إلى جراحة في بعض الحالات إذا كان الحجر كبيرًا جدًا.
المثانة: توجد المثانة بين عظمي الورك. وهي عضو يجتمع فيه البول كخزان للبول. وهي تتمدد لتستوعب حوالي كوب ونصف إلى كوبين.
الإحليل: الإحليل هو أنبوب يمر من خلاله البول نحو الخارج. وهو المرحلة الأخيرة في المسالك البولية التي يخرج منها البول (وحصى الكلى) من جسمك. لحظة التبول.
كيف يتكون حصى الكلى
يتكون حصى الكلى عند وجود مستويات عالية من بعض المواد مثل (الكالسيوم، أو الأوكسالات، أو سيستين، أو حمض البوليك) في البول. يمكن أن تتكون الأحجار أيضًا عندما تكون هذه المواد في المستويات الطبيعية احيانا، خاصةً إذا لم يخرج البول بشكل كافي، او عند قلته. وقد يحدث هذا عند عدم شرب كمية كافية من الماء، والسوائل.
كذلك عندما يكون هناك مشاكل في مخرج البول، كتضخم البروستاتا. حيث تشكل المواد المترسبة بلورات صغيرة، وترسو في الكلى وتزداد تدريجياً في الحجم، لتشكل حصوات الكلى. يمكن أن تبقى الحصوة في الكلى لسنوات أو عقود دون التسبب في أي أعراض أو تلف في الكلى.[2]
انواع حصى الكلى
هناك نوعان رئيسيان من حصوات الكلى: حصى الكالسيوم، وحصوات غير الكالسيوم.
1. حصوات الكالسيوم
تمثل المستويات العالية من الكالسيوم المعدني في البول حوالي 70 إلى 80 في المائة من جميع حصوات الكلى. حسب الأبحاث. وهي اكثر انواع الإصابات شيوعا. و يرتبط الكالسيوم بمواد أخرى في البول، كالأوكسالات، والفوسفات لتشكيل الحصوات.
الكالسيوم الموجود في الطعام قد لايزيد من فرصتك في الإصابة بحصوات أكسالات الكالسيوم. غير انه عادةً ما يذهب الكالسيوم الفائض إلى الكليتين ويتم التخلص منه عن طريق البول. عندما يحدث ذلك، يبقى الكالسيوم في الكلى ويلنصق بالفضلات الأخرى لتشكيل حصوات الكلى.
2. حصى غير الكلسيوم
تشمل حصوات غير الكالسيوم الأنواع التالية:
حصوات حمض اليوريك: وهي تتكون عندما يحتوي البول على الكثير من الأحماض، التي قد تعود لإرتفاع نسبة البروتين. و قد يؤدي تناول الكثير من الأسماك، والمحار، واللحوم إلى زيادة حمض البوليك في البول.
حصوات السيستين: والتي تظهر عندما يحتوي البول على الكثير من الأحماض الأمينية (السيستين)، وهو اضطراب استقلابي وراثي نادر. حيث لا تعيد الكلى امتصاص السيستين من البول. وهذا النوع من الحمض يسنطيع الجسم انتاجه، من البروتين. ويوجد في العديد من الأطعمة كاللحوم، والأسماك، والحبوب، والبذور، والبقوليات.
حصوات ستروفيت: و تتكون من نفايات البكتيريا المصاحبة للعدوى التي يمكن أن تنتج الأمونيا. حيث تعمل الأمونيا على رفع درجة حموضة البول، وهو مايعزز تكوين الستروفيت. كذلك تتكون من خليط من المغنيسيوم، والأمونيوم، والفوسفات، وكربونات الكالسيوم، وهو ما يعرف بالستروفيت.
اسباب تكون حصى الكلى
تتكون حصوات الكلى من مواد موجودة في البول. وغالبا ما تمر هذه المواد المتحصية عبر الجهاز البولي. غير انه عندما لاتطرد هذه المواد لسبب ما، كعدم وجود كمية كافية من السوائل، مما يتسبب في زيادة تركيز المواد وتبلورها. و هذا عادة نتيجة عدم شرب كمية كافية من الماء.
هناك من هم أكثر عرضة للإصابة بحصوات الكلى من غيرهم. على سبيل المثال، الرجال أكثر عرضة للإصابة بحصوات الكلى من النساء، وكذلك الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي من حصوات الكلى، وأولئك الذين لديهم تاريخ من عدوى المسالك البولية، و الذين أصيبوا بحصوات الكلى مرة واحدة من قبل.
قد تزداد احتمالية إلإصابة بحصوات الكلى عند تتناول بعض الأدوية، بما فيها مدرات البول، ومضادات الحموضة التي تحتوي على الكالسيوم كمضادات حموضة المعدة، وتوبيراميت وهو دواء مضاد للصرع وإندينافير علاج فيروس نقص المناعة البشرية. كذلك قد تزيد مكملات الكالسيوم وفيتامين ج أيضًا من خطر تكوين حصوات الكلى.
هناك بعض الحالات المرضية مثل مرض السكري، وارتفاع ضغط الدم، والسمنة يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بحصوات الكلى، ولكن هذا لايعني استثناء الأشخاص الأصحاء من أن يصابوا بها أيضًا.
تشمل العوامل التي قد تساهم في تكوين حصوات الكلى ما يلي:
- عدم شرب كمية كافية من الماء.
- عدم الحصول على كمية كافية من الكالسيوم.
- الإفراط في المملحات، والسكريات.
- تناول الأطعمة الغنية بالأوكسالات بكميات كبيرة.
- تناول المشروبات كالمشروبات الغازية، ومشروبات الطاقة.
- الإكثار من البروتين الحيواني.
- نقص السترات، وهي مادة تساعد على منع تكون الحصوات.
- الوراثة.
تعرف على المزيد حول اسباب تكون حصوات الكلى
علاجات وطرق طبيعية شائعة لحصى الكلى
هناك عدة طرق مفيدة للحماية من تكون حصوات الكلى. بالاضافة الى ان هناك ايضا بعض المواد، مثل: الأعشاب، والأغذية التي تساعد في تفتيت، وطرد حصوات الكلى، وتهدئة الأعراض. منها:
الماء وبعض السوائل
عندما يتعلق الأمر بالوقاية من حصوات الكلى، فإن من الأولويات هي الإبتعاد عن الجفاف، وشرب الكثير من المياة خلال اليوم. للحفاظ على الرطوبة، ووفرة البول لطرد الرواسب، ومنع تبلورها. كما ان هناك العديد من المشروبات السائلة التي تساعد في خفض خطر الترسبات. منها البيرة، او شراب الشعير، وعصير البرتقال، والليمون، والقهوة، والشاي.
زيادة تناول حامض الستريك
حمض الستريك هو حمض عضوي يفيد في منع حصى الكلى، وتفتيتها خصوصا الحصوات الأكثر شيوعا الناتجة عن الكالسيوم، والأوكسالات. يوجد هذا الحمض في العديد من الفواكه والخضروات، وخاصة الحمضيات، ومنها الليمون، والبرتقال، والرمان وقد عرف الرمان بفائدته في طرد حصى الكلى. كذلك اضافة الليمون الحامض الى الماء.
يساعد حامض الستريك في منع حصى الكلى المؤكسدة بأكثر من طريقة. فهو يمنع تكون الحصوات حيث يرتبط بالكالسيوم في البول. و كذلك يمنع تضخم الحصى حيث يرتبط ببلورات أكسالات الكالسيوم، مما يمنعها من التكاثر. كما يساعد على تمرير بلورات الحصى قبل أن تتحول إلى أحجار كبيرة.[3]
الحد من الأوكسالات
(حمض الأكساليك) او الأوكسالات هو أحد المواد التي توجد في العديد من الأطعمة النباتية، ومنها الخضروات، والفواكه، والكاكاو. كما ان الجسم يستطيع انتاجه بكميات وفيرة. قد يؤدي تناول كميات مفرطة من هذه الأوكسالات إلى زيادة نسبة إفرازها في البول، وذلك قد يمثل مشكلة للأشخاص الذين يميلون إلى تكوين بلورات أكسالات الكالسيوم.
يرتبط الكالسيوم و بعض المعادن الأخرى بالأوكسالات، وتشكل بلورات يمكن أن تؤدي إلى تكوين الحصوات. غير ان الأغذية التي تحتوي على نسبة عالية من الأوكسالات تعتبر اغذية صحية للغاية. لذلك لا يُنصح باتباع نظام غذائي صارم منخفض الأوكسالات لجميع الأفراد الذين يشكلون الحصوات.
يُقترح اتباع نظام غذائي منخفض الأوكسالات فقط للأشخاص الذين يعانون من فرط أوكسالات البول، وهي حالة تتميز بمستويات عالية من الأوكسالات في البول. كما ينصح قبل تغيير نظامك الغذائي، بإستشارة مقدم الرعاية الصحية، أو مختصي التغذية لمعرفة ما إذا كان يمكنك الاستفادة من الحد من تناول الأطعمة الغنية بالأوكسالات.
الحصول على نسبة كافية من الكالسيوم
هناك مفهوم شائع أنه قد نحتاج إلى تقليل تناول الكالسيوم لتقليل خطر تكوين الحصوة التي تحتوي على الكالسيوم. ولكن هذا ليس مفهوما صحيحا. ففي الواقع، تشير الدراسات الى ارتباط النظام الغذائي الغني بالكالسيوم بانخفاض امكانية تكوين حصى الكلى. حيث يرتبط الكالسيوم الغذائي بالأوكسالات في النظام الغذائي، ما يمنع بالتالي امتصاصه. ثم لا تضطر الكلى إلى تمريرها عبر الجهاز البولي.
الإقلال من الملح (الصوديوم)
يرتبط النظام الغذائي الغني بالصوديوم بزيادة خطر الإصابة بحصوات الكلى لدى بعض الأشخاص. قد يؤدي تناول كميات كبيرة من الصوديوم، وهو أحد مكونات ملح الطعام المكرر، إلى زيادة إفراز الكالسيوم عن طريق البول، وهذا يعتبر أحد عوامل الخطر الرئيسية لحصى الكلى.
تناول المغنيسيوم
المغنيسيوم معدن مهم للغاية يحتاجه الجسد في مئات من التفاعلات الأيضية، بما فيها حركات العضلات، وإنتاج الطاقة. و قد لا يحصل عليه الكثير من الناس بكميات كافية.
تشير الدراسات الى أن المغنيسيوم قد يساعد في منع تكوين حصوات الكلى من نوع أكسالات الكالسيوم. لم يتم فهم كيفية ذلك. ولكنه اعتبر مهما لصحة الكلى كما انه يقلل من امتصاص الأوكسالات في الأمعاء رغم تضارب الدراسات.
الإقلال من البروتين الحيواني
النظام الغذائي الغني بمصادر البروتين الحيواني، قد يرتبط بزيادة المخاطر من الإصابة بحصوات الكلى.
تشير الدراسات الى انه قد يؤدي تناول كميات كبيرة من البروتين الحيواني إلى زيادة إفراز الكالسيوم، والإقلال من مستويات السترات. بالإضافة إلى ان مصادر البروتين الحيواني غنية بالبيورينات التي تتحلل لتتحول إلى حمض البوليك الذي يزيد من خطر تكوين حصوات حمض البوليك.