حمض المعدة قد يخفي خلفه العديد من الامراض
حول اهمية حمض المعدة، لا نقول انه ضروري لعملية الهضم. بل هو العمود الفقري للصحة إن صح التعبير، فلا صحة لدينا إذا كان هناك مشكلة في حمض المعدة. فعندما لا تستطيع المعدة إنتاج ما يكفي من الحمض، فإن هذا قد يدخلنا في حالة من سوء التغذية حتما كمثل من لايحصل على الغذاء الكافي، بالتالي يضعف الجسم، ويصاب بالعديد من الأمراض.
ما يؤسف له ان مايتعلق بمشكلة حمض المعدة سواء بالزيادة او النقصان، لايحضى بالإهتمام الذي يضاهي حجم خطورته على الصحة. لا من قبل المريض ـــ وهو لايؤاخذ في ذلك كونه لايعلم مدى خطورته. لسببين اولهما عدم ثقافته بذلك، والآخر لم يجد الطبيب الذي يوصل اليه هذه الثقافة. ـــ ولا من قبل بعض ممن ينسبون الى الأطباء، ورقيا.
وظيفة حمض المعدة
عملية افراز هذا الحمض (العصارة الهضمية) عملية شديدة التعقيد وتحتاج الى طاقة عالية. ويتم إنتاج هذا الحمض عن طريق الخلايا الجدارية ( الخلايا المؤكسدة). تحتوي الخلايا الجدارية على شبكة عريضة من القنوات والتي من خلالها يصل الحمض الى تجويفها. كما انها جزء من الغدد القاعدية الظهارية في الغشاء المخاطي لها. ويجب أن يكون الرقم الهيدروجيني لحمض المعدة من 1 إلى 2، في الوضع الصحي الطبيعي.[1]
المهمة الأولى والرئيسية التي يقوم بها هي تعقيم الطعام. حيث أن الطعام يدخل معه الى المعدة العديد من الكائنات الدقيقة منها البكتيرية، والفيروسية، حتى بعد طهيه او تعقيمه بطرق معينة كالبسترة وغيرها. وهنا يقوم الحمض بالقضاء على هذه الكائنات لحماية الجسم من إصابته باضرار جراء المتطفلين والغزاة من الكائنات. لذا فإن نقصه يؤدي الى تكاثر هذه الكائنات.[2]
يقوم الحمض بهضم وتكسير المواد البروتينية. كاللحوم وغيرها بشكل سريع. كما يقوم بتنشيط الببسين او إنزيم البيبسين. الذي بدوره يساعد في الهضم بكسر الروابط التي تربط الأحماض الأمينية. وهي عملية تحليل البروتين. و يساعد الحمض على تنشيط انتاج بروتين سكري في المعدة لامتصاص فيتامين ب 12. ايضا له دور في تحفيز إفراز الصفراء من الكبد، والمرارة، وانزيمات البنكرياس. كما يؤدي حمض المعدة. دورا مهما في إغلاق العضلة العاصرة للمريء، و محفزًا مهمًا لتقلص العضلة التي تحمي المرئ من وصول الحمض اليه.
المختصر المخيف لمشاكل حمض المعدة
إذا اردنا ان نعرف مدى خطورة مشاكل حمض المعدة ببساطة ماعلينا سوى النظر في تداعيات نقص أي عنصر غذائي معين على الصحة العامة لدينا. على سبيل المثال نقص فيتامين سي او نقص اي عنصر غذائي مثلا وما يسببه من اضطرابات في الصحة العامة، وما يخلفه من امراض.[3]
ان خلل حمض المعدة. يعني عدم امتصاص الكثير من العناصر المهمة للصحة. فتخيل فقط مدى خطورة فقدان العديد من العناصر الغذائية عند نقصانه. وتخيل فقط كيف تتلف المعدة بسبب زيادة الحموضة، وتصيبها بالقرحة. بالتالي يتأثر الهضم. ويدخل الجسد في دوامة فقدان العناصر الغذائية. وهذا يكفي، لتعلم مدى اهمية، وخطورة هذه المشكلة.[4]
كيف تعرف ماهي مشكلة حمض المعدة
قبل ان تتخذ اي اجراء او تتناول اي دواء يجب ان تعلم بشكل قطعي ماهي مشكلة الحمض عندك. حيث ان العشوائية، او التشخيض الخاطئ في هذا الأمر له عواقب وخيمة على الصحة.
سوف نتطرق الى اهم مشاكل حمض المعدة وهي النقص، والفرط او الزيادة. ماهي اعراض كل منهما.
اعراض نقص حمض المعدة
لقد ذكرنا في مقال سابق اعراض نقص حمض المعدة. ماهي، وسوف نذكرها هنا كما هي. علما ان الأعراض قد تتفاوت حسب شدة النقص. وهي:
- الحموضة، وحرقان المرئ.
- مشكلة في هضم اللحوم، او عدم تقبلها.
- الغازات والشعور بالانتفاخ بعد الأكل، والتجشؤ.
- قد تشعر برغبة تناول الطعام رغم عدم الشعور بالجوع.
- رائحة الفم الكريهة.
- عدوى بكتيرية في الجهاز المعوي.
- الحساسية الغذائية .
- عسر الهضم، والتلبك المعوي.
- قد تصاب بالغثيان عند تناول المكملات.
- حدوث فقر الدم نتيجة فقدان العديد من العناصر الغذائية.
- مشاكل في الجلد والأظافر.
- الإصابة بمتلازمة الأمعاء المتسربة. او ارتشاح الامعاء.
- خروج بعض الطعام غير المهضوم في البراز.
- تساقط الشعر عند النساء.
- المشاكل العصبية. كاضطراب الرؤية، والوخز، والتنميل.
اعراض زيادة حمض المعدة
قد تتشابه أعراض زيادة حمض المعدة، مع أعراض اخرى لإمراض الجهاز الهضمي، ومع نقصه ايضا. ومنها مايلي:
- الشعور بحرقة، وإنزعاج في المعدة، يزداد سوءا اثتاء فراغها.
- الغثيان، او القيء.
- الغاز، والإسهال.
- فقدان الشهية.
- فقدان الوزن غير المبرر.
- الشعور بطعم الحموضة في الفم.
- رائحة الفم الكريهة.
- السعال المتكرر، أو الفواق.
- صوت أجش.
هل الأعراض تكفي لتشخيص الحالة
قد تكفي معرفة الأعراض لتشخيص الحالة بالنسبة للطبيب المتمرس ذو الخبرة. وليست تكفي بالنسبة لك او للطبيب الغير متمرس. ولا بد ان تثبت بقياس حمض المعدة بدقة للقطع بسبب المشكلة، ومعرفة السبب الحقيقي لهذه الأعراض، او بعضها. انت ستأخذ دواء بناء على التشخيص، وستتخذ اجراء سيدفع ثمنه صحتك إن لم يكن مافعلته صوابا.
ان المسائل العلاجية لاينفع فيها الإعتذار. وقد لاتستطيع اعادة الآمور الى نصابها في حالة الخطأ، فعليك ان تولي صحتك اهتماما، وعلى الطبيب ان يؤدي امانته في ذلك.
كيف تعالج مشاكل حمض المعدة
لعلاج مشكلة حمض المعدة لابد من معرفة السبب الذي ادى الى اختلاله سواء بالزيادة او النقصان. غير انه غالبا مانكتفي بمعالجة الاعراض الناتجة عن ذلك، وعلاج الاعراض غالبا مايؤدي الى نتائج غير جيدة وقد تضر بالصحة.
سوف تعالج المشكلة حتما عندما تعرف اسبابها. فإذا عرفت مما تعاني فمن المؤكد ستعالج ذلك وتستعيد عافيتك اذا كان هناك علاج لما تعاني منه. وقيل لكل داء دواء، غير ان هذا يرتبط بمعرفة الداء. فنصف العلاج إن لم يكن كله هو معرفة نوع المرض، واسبابه.
عليك ادراك الفرق بين ان تعالج الأعراض التي لن تمنع المشكلة، وبين علاج مايسبب هذه الأعراض. فعلاج العرض ماهو الا تسكين وقتي فقط، وابتعاد عن سر العلة. عليك ان تتعب من اجل نفسك قليلا.
أحيانا قد تجد السبب بسيطا فقد يكون في عاداتك الغذائية على سبيل المثال. او عبارة عن افتقار الى عنصر ما. يكون هو ما سبب تلك المشكلة.
الخلاصة
توازن الحمض ذو اهمية قصوى للصحة العامة. لايجب اهمال حالات الخلل في الحمض سواء بالزيادة او النقصان. كذلك لابد ان نعي ان هناك تشابه في الاعراض بين حالتي الزيادة، والنقصان، وان اي خطأ في التشخيص قد يسبب تفاقم للمشكلة.
عليك البحث عن المسبب الحقيقي للمشكلة. ولا نبقى معتمدين على محاربة العرض بالمسكنات، و غيره من ادوية الحموضة التي تصرف دون استشارة طبية.
موضوع قد يفيدك
الماء مثلما انه يمنحك الحياة فقد يسلبها منك - التسمم بالماء